مـــــــــــــــــوضـــــــــــــــــة

جدة: ناهد أنديجاني
تغير مفهوم المطعم لدى الكثير من السعوديين، وصارت هناك فلسفة جمالية وثقافية تتنافس عليها المطاعم الراقية في مدينة جدة. فالمطعم لم يعد مجرد مكان لسد جوع وإشباع المعدة بكل ما لذ وطاب من أصناف الطعام العالمية، بل صار مكانا لإشباع كل الحواس، بما فيها المناظر الجمالية المحيطة. وهنا يأتي دور الديكور الذي يعني ثقافة كل مطعم بين عصري و كلاسيكي، وشرقي وغربي، إضافة إلى توفير جو ممزوج بالموسيقى ومقطوعات من اشهر الأغاني المناسبة لجو كل مطعم بين الطربية والشبابية والعربية والأجنبية، وهناك من يفضل توفير جو خاص مناسب لمزاج زائريه بالعزف على البيانو بمقطوعات يختارها زوار المطعم انفسهم.
ويعد مطعم"بلاش"،"blush" الذي يواجه نافورة جدة الواقع بحي الحمراء، من المطاعم الفريدة لفكرته المبتكرة، التي تجمع بين المطعم والبوتيك. فقد استطاع بالرغم من صغر مساحته المزج بين عناصر جمال الشكل وجمال الروح، بتوفيره أطباق من أشهر المطابخ الأوروبية، جنبا إلى جانب مع آخر خطوط الموضة لبعض المصممين العرب المتعاونين مع المطعم. وهكذا ما إن يدخل الزائر حتى يفاجأ بتلك الأزياء المعروضة عليه بشكل جميل ومتناسق في المطعم، إضافة إلى زاوية مخصصة لعرض مجوهرات الشريف، الخبير في المجوهرات النفيسة من الأحجار الكريمة وقطع الألماس.
وحتى تترسخ فكرة المطعم وأسلوبه في الذهن، تم توفير عدد من المرايا ومناضد الماكياج الملاصقة لجدران المطعم ذي اللون البنفسجي لتعكس فلسفة المكان، كما نثر مصمم الديكور سعيد با عقيل بعض أدوات الماكياج من ماركات عالمية، وفراش لتصفيف وتسريح الشعر، كمعروضات. يعلق با عقيل قائلا" المطعم بمثابة صالون أوروبي للمرأة السعودية العصرية، أريدها أن تشعر بالذوق الرفيع الأوروبي في كل شيء بدءاً بالمذاق وانتهاءً بالأزياء".
ومما لا شك فيه أن الجلوس في المطعم ذي اللونين البنفسجي والأسود، يشعرك بجو دافئ وهادئ حتى انك تعتقد بأنك في جزيرة نائية تنعم فيها بالأمان بعيدا عن التوترات اليومية، خصوصا وأن الإضاءة المتناغمة مع الموسيقى، تبعث السعادة في النفس. هذا التناغم في كل شيء هنا جاء، كما يقول بدر الشيباني، صاحب المطعم"بعد إيمان بتغير ثقافة المطعم لدى المرأة السعودية المواكبة لخطوط الموضة، فهي أصبحت ترغب في قضاء وقت قيم سواء مع العائلة أو الصديقات يجمع بين تناول وجبة عمل ويتيح لها فرصة الاهتمام بمظهرها وجمالها في الوقت ذاته، كل ذلك في أجواء عصرية وراقية".
من أهم الأمور التي يركز عليها المطعم خصوصية الزائر، وبالتالي فهو موجه لشريحة معينة، أغلبهم من نخبة المجتمع يستطيعون الانسجام بسهولة مع فلسفة المكان، وهذا ما التزم به مصمم الديكور با عقيل بأن اختار مساحة صغيرة للمكان ليستوعب عدد محدود من الزوار لا يتجاوز 50 وربما أقل، ليتمتعوا بأجواء الفخامة والهدوء بالإضافة لجودة الخدمة. أما قائمة الطعام والتي هي عبارة عن كاتالوج يضم صورا فوتوغرافية مركزة على الجمال، فيقدم بدوره عددا محدودا من اشهر الأطباق الأوروبية من سلطات ومقبلات وطبقاً رئيسياً وحلويات فرنسية إضافة إلى توفيره للنارجيلة بنكهات مختلفة.